الصفحة الرئيسية
 /  
وخراجها لي
 /  
رجوع

وخراجها لي


 أين يذهب الغمام والسحاب الذي لا يمطر ؟ ربما أكون سألت نفسي هذا السؤال في طفولتي ، وربما حين مر بي ذات قراءة في كتب التراث :" أمطري حيث شئت فخراجك لي " ملأتني نشوة الثقة بمعرفة مآل السحاب والغمام ، لكن حينما مر السحاب تبخر السؤال ، ولم أشغل نفسي بمصيره !! لكن الآن ، كلما تجهّمت روحي وامتلأت بالسحاب الثقال ، تلك التي لم تجد طريقها لتمطر في الدموع أو في الجنون أو في الشعر ، كلما تحجر السحاب فيّ واثقلتني الجبال عرفت لماذا تمتلئ الأرض بالراسيات من الجبال !! تلك السلاسل على الأرض دموع تحجرت في عزتها ، ولم يليّن صلابتها سؤال أو جواب !!

          ياربي , يالله : سلاسلك هذه على الأرض أو في البشر مَنْ دفق تجوالها الغض إلى كارثة اليبـاس ؟ من ألهمها أنَفَتَها الحرون إذ تأبى أن تمطر في آفاقها البيض ؟ من ألهمها أن تحجب ماءها ، أن تعلن ركضها الحر نازلة بحجارتها إلى القاع دافنةً ماءها فيما تيبس منها ، صاعدة على سفح ذاتها متنقلة على قِمَمٍ تخصها وحدها : سحائب كانت لأحد ولم تعد سوى لها !!!

استدراك :

"لئلا ينحدر مع مطر التوهم أحد : أمطرتْ حيث شاءتْ ، نعم ، ولكن خراجها لي !! "