انبثقت النظرية الشكلانية الروسية من اجتماعات ومنشورات مجموعتين صغيرتين من الطلاب هما : جماعة ( أوبوياز Opoyaz) ومركزها بطرسبورغ ، وحلقة موسكو اللغوية .ويمكن تأريخ البدايات الأولى للشكلانية الروسية بعام 1914م حينما نشر فكتورشكلوفسكي Victor Shklovsky مقالة عن الشعر المستقبلي ، أما تراجع مدها الذي نجم عن ضغط سياسي خارجي فيؤرخ بالتراجع العلني الذي نشره شكلوفسكي في كانون الثاني عام 1930م .
وقد كنت أثناء تقصي مسألة علمية تتعلق بالشكلانية الروسية لاحظت عددًا من الأخطاء العلمية التي تنوقلت من باحث إلى باحث في بعض كتب النقد الأدبي الحديث والنظرية الأدبية الحديثـة ، وبعض تلك الأخطاء يعود إلى التسرع وعدم الدقة . وسأتوقف في هذه المقالة عند بعض من هذه الأخطاء .
أولاً : لفت نظري أن تسمية جماعة حلقة بطرسبورغ تسمى جماعة ( أبوجـاز ) تـارة و ( أبوغاز ) تارة أخرى وأحيانًا ( أبوياز ) و ( أبياز ) و ( أوبوز ) وتأتي ترجمة لكلمة تكتب تارة Opojaz ) ) وتارة ( ( Opoiaz ، فصلاح فضل في كتابه ( نظرية البنائـية ) يكتبها ( (Opojaz ويتـرجمها (أبوجاز ) . أما سعيد الغانمي في ترجمته لكتاب رامان سلدن (النظرية الأدبية المعاصرة ) فيكتبها( Opojaz ) ( أوبوياز ) ، أما في كتاب ( الشكلانية الروسية ) لفتكور إيرليخ فيكتبها المترجم الولي محمد ( أبوياز ) وفي كتاب ( قضايا الشعرية ) لرومان ياكبسون تـرجمة الولي محمد ومبارك حنون فتترجـم إلى ( الأوبوياز ) . أما إبراهيم الخطيب في كتاب ( نظرية المنهج الشكلي ) فيكتبها Opoiaz ) ) ويترجمـها ( أبوياز ) ، أما سمير مسعود مترجم كتاب ( النظرية الأدبية الحديثة ) لآن جيفرسون و دفيد روبي فيكتبها Opojaz ) ) ويترجمها ( أوبوياز ) وكذلك يفعل جابر عصفور في ترجمته لكتاب ( النظرية الأدبية المعاصرة ) لرامان سلدن إذ يكتبها ( Opojaz ) ويترجمها ( أوبوياز ) أما عبد السلام المسدي في كتابه ( الأسلوبية والأسلوب ) فيسمي الجماعة بـ ( أبياز ) أما سامي سويدان مترجم كتاب ( نقد النقد ) لتودوروف فيكتبها هكذا :( (Opoazويترجمها بـ (أوبوز ) ، أما فريال جبوري غزول فتكتبها ( Opoyaz ) وتترجمها ( أوبوياز ) ، وهي الوحيدة فيمن تتبعتهم تكتبها صحيحة بالعربية والأجنبية .
فمن الواضح أن ثمة اختلافات لا يستهان بها في الترجمة وفي كتابة الاسم بالأجنبية , ومن تتبعي لهذه المسألة أفيد القارئ بما يلي : إن ( opoyaz ) التي كتبت Opojaz ) ) أو( Opoiaz ) في عدد من الدراسات هي اختصار لـ جمعية دراسة اللغة الشعرية
( obshchestovo Izucheniya pieticheskogo Jazyka ) .
وقد استعنت بباحث ومترجم روسي لأعرف وجه الصواب والدقة في قراءة المختصر فأفاد بأن الكلمة التي تحتها خط تعني : ( لغة ) وتنطق هكذا ( يوزيك ) وأن حرف ( J ) لا ينطق ( ج ) أو (غ ) كما في الترجمات (أبوجاز ) أو (أبوغاز ) وإنما ينطق ( ي ) وأن الأقرب إلى صوابية النطق أن تكتب ( Opoyaz ) وتُترجم ( أوبوياز ) .
والثابت تاريخيًا وعلميًا أن الجمعية هي جمعية دراسة اللغة الشعرية ، وليس كما ذكر المسدي أنها جمعية دراسة الكلام الأدبي . وصحيح أنه من ضمن نشاطات الشكلانية دراسة أنماط الكلام الأدبي وهذا لا يتنافى مع دور الشكلانية ولا ما سعت إليه في العموم ، لكن تسميتها بجمعية الكلام الأدبي يتنافى من حيث الدقة العلمية والتوثيقية في إطلاق مسمى على الجمعية هو غير الاسم الأصلي لها .
والإشارة إلى أن اسم الجمعية بـ ( جمعية دراسة اللغة الشعرية ) منصوص عليه عند أصحاب الاتجاه الشكلاني مثل : فيكتور إيرليخ في ( نظرية المنهج الشكلي ) , ورومان ياكبسون في ( قضايا الشعريـة ) , وعند غيرهم مثل : رامان سلدن في ( النظرية الأدبية المعاصرة ) , وديفد روبي وآن جيفرسون في ( النظرية الأدبية الحديثة ) وكلها تنص على أن اسم الجمعية هو : جمعية دراسة اللغة الشعرية .