آلة "المشكال" كما يسميها إخواننا المغاربة لعبة احسبها يابانية، وهي لعبة –بل تحفة فنية- عبارة عن اسطوانة صغيرة، حينما تطل من طرفها الذي يحمل عينا تريك الداخل بقطعه الفنية الجميلة، التي تتشكل لأبسط حركة من يدك التي تحمل هذه الاسطوانة الخفيفة الصغيرة القصيرة بطول الكف، ففي الداخل مرآة بعدد من الزوايا المسدّسة، أو المثمّنة، وفيها كسر زجاج ملون بأحجام وأشكال مختلفة، وفيها –كما احسب – بؤرة ممغنطة تجعل هذه الكسر تنجذب وفق نظام يمكن لحركة يدك المرهفة ان تستبين قانونه وضوابط علاقات تشكله، في الوقت الذي قد يكون بدا لك – للوهلة الأولى- ان ليس ثمة نظام لهذا البدد!!
كما انك لو نظرت في لعبة المشكال لأمكنك ان تلمس موئلا لبددك البشري، لأمكنك ان تلحظ حكمة التشظي وحكمة الانبعاث والتجدد، من البدد تصنع ذاتا جديدة وتخلق ابداعات جميلة تماما مثلما تلتم اطراف وشظايا الزجاج الملون أمام مرايا مثمّنة أو مسدّسة مجنونة الزوايا، وتجتمع بسبب من مغنطة الاستقطاب، فتشكل اشكالا جديدة كل مرة، كل مرة مع كل هزة بسيطة أو حركة تمس ثبات الشكل فتبعثره لتخلقه من جديد!!
إن الشظايا حساسة جدًا لأدق واشف لمسة وحركة تزحزحها عن بؤرة الاستقطاب الماثلة أمام عدد لا يحصى من المرايا التي تتعرى امامها الكِسَرُ في تبددها والتئامها.
إن منطق البدد البائس يولد في داخله مع بعض نظامه وقوة التماهي المطلقة فيه تنشأ من حنين لا يكنها الفكاك منه بسبب من هيمنة الاستقطاب.
إن الاستقطاب بما هو مهيمن وثابت فهو أهل دائمًا لاستقبال شتى أشكال البدد وتحويلها إلى مستقر النعمة و الإبداع في التماهي، فلا إبداع بلا تماه ولاخلق بلا اتحاد!!
٭٭٭٭٭٭٭٭
"كيف يمكنني اكتشاف العلاقة التي تجعل الأشياء منظمة ان لم يكن بامكاني ان احرك اصبعا دون ان أخلق مجموعة لا نهائية من الحالات. بما انه بمثل تلك الحركة تتغير كل علاقات الموقع بين اصبعي وكل الأشياء الأخرى؟ ان العلاقات هي الكيفيات التي يرى بها فكري العلاقة بين حالات مفردة، ولكن من يضمن ان تلك الكيفية شاملة وقارة؟"
"امبرتوايكو- اسم الوردة"
.