الصفحة الرئيسية
 /  
الجميلة النائمة
 /  
رجوع

الجميلة النائمة


يولع الطفل حوالي الرابعة بالأسئلة التي لا تتوقف وتتناسل من نفسها اتراني لم أكفكف جموح تلك الشهوة الطفولية بعد، ام تراني منذ بدأت الاسئلة لم اجد اجوبة.؟ فما زالت تفتنني حركة الاجنحة والتجاوز ضد الموت والثبات الأبله، يفتنني جلال الأجنحة وكل ما يشبه الأجنحة من فكر وشعر وحلم، لكن الاسئلة وحدها – الاسئلة بالذات مازالت تحمل فتنة الاجنحة وغموضها فتعديني مرات ومرات إلى كل الذي طار ولم يعد، والى كل الاجوبة التي حطّت وتبخرت كأن لم تكن !! فأروح بأسئلة طفل كبر، وكبير شك بالذي عُلِّم والذي عَلِم اطارد فتنة مغوية.. وقد كنت طاردت مرارًا غيرها وطرت بجناح جريرة وبجناح سريرة، قلت: ما أصغر الدنيا!! تأبطت هذا الأفق وذاك ومشيت، علقت قوس قزح قرطا هلالا ومضيت، طاولت الفلك وأطللت من فوق الفوق، الفوق على اللا أدري فدريت.!!

 

طبعًا هذه (الادرية) هي واحدة من الجناحين (الجريرة) أما (السريرة) فهي غواية الممكنات المكنونات. والجريرة أعني (الادرية) إحدى الغوايات هي الاخرى ادعاء مفتون بجهله، هي إحدى فتن الذات المبتلاة بالكذب على نفسها، الكذب الذي ليس ذنبًا للذات وحدها، بل هو وجه من وجوه المكر والتمويه الذي تمارسه الاشياء والكائنات في الخارج فتستدرجها ليكون الكذب مهارة وحرفة في سيرك الحياة و بهلوانيات الابداع.

والذي اعنيه بالكذب هو شيء يتعلق بالاعتقاد، فالكذب ببساطة هو اعتقاد الكشف.. حينما تستدرجنا الحياة والكائنات إلى التسليم والاعتقاد بذلك فهي تسيّرنا نحو السلام والنوم اللذيذ في شهد الشهادة، هذا العالم المشهود المألوف المعروف بحثًا وكشفًا.. ومن هنا تأتي خطورة هذه اللذة وهذا الشهد الساحر.. حينئذ لابد أن يفك السحر وتفك اصابع الأحبولة، لابد أن تصحو الذات تلك الجميلة النائمة من تفاحة مسمومة بدت في ظاهرها انها ليست سوى تفاحة واضحة مكشوفه!!.

ÕÕÕ ليس السؤال و الاجابة مدى أو تاريخ، كأنما السؤال مستمر و الاجابة منقطعة.. السؤال فيزيقا وسيظل الجواب (ميتا..) لا تحيا ولا تموت!!