كنتُ أتجول في الفكرةِ ..
أشرعتُ نوافذَها على آفاقٍ محتملة ..
اللغة المختبئة وراء الأكمات
أُحِسُّها ولا أراها ..
أحسها كنسغٍ يتجول معي في ردهات الفكرة !!
رحتُ أتحول من رحَّالةٍ
تجوب وديانَ الأفكار
إلى حطَّابة للُّغة !!
رحتُ أجمع ما أتعثَّر به من كلمات
وما يعثُر عليَّ من نتوءاتها المفاجئة ،
قرَّرتُ بهذا الحطب الوفير
ألا أشعل نار قصيدةٍ
يتدفأ بها القراءُ ..
رحتُ – بكيدٍ أنانيٍّ- أفكر بأن أرصَّها فحسب
ربما أعثر على مفصلٍ دالٍّ
يلحم متفرِّقَها
فأصنع فلكاً أُنقِذ به
نفسي وغيري من المترحِّلينَ
في غيبٍ مجهولٍ من طوفانٍ
أجردَ عارٍ حتى مما يمكن تسميتُه
أيمكنُ لأحدكم أن يسمِّيَ
نسيانه وضياعاتِه
وشرودَه وتهيامَه
اللامفسَّرَ واللامبرَّرَ ،
والذي إلى ما لا نهاية ،
لا مسمَّى أو معنون ؟
علَّ فلكاً مارقاً دون مائهِ
يصبحُ ختماً أو طابعاً يلوحُ
يلوحُ مثلَ رسم هيروغليفي
على ذراع حجرْ ..
رسمٍ ناجٍ
من طوفانٍ قديم
أفنى البشرَ وأبقى – فحسبْ -
تيهَهَم في ردهات الأفكارِ ،
وهسيسِ الشرود ..
وهفهفةِ الضبابات !!
مجردَ طابعٍ بريديٍّ من مرسِلٍ مجهول
إلى مرسَلٍ إليه لم ينتبه إلى أنه وصل !!
مرسلٍ إليه يواصلُ
عدمَ انتباهِه !!