الصفحة الرئيسية
 /  
علاقة العلم الحديث بالتنبؤات والتحولات 1
 /  
رجوع

علاقة العلم الحديث بالتنبؤات والتحولات 1


يعد كتاب الـ آي تشنج (I CHING) أو كتاب التحولات كما يترجمه غالب المترجمين من أهم الكتب المقدسة لدى الصينيين . وهو كتاب حكمة وتنبؤ تقليدي في الحكمة التاوية وبعضهم يسميه تاو الحياة (The TAO of  life) .

 

          وركيزة هذا الكتاب تقوم على مبدأ التغير والصيرورة والتحول . وقوام هذا المبدأ يمكن تلخيصه فيما يلي : هناك تبادل مستمر بين طورين ديناميكين أساسيين في الحياة هما الين yin   واليانج   yang   والين أنثوي يستقبل الطاقة , ويمثل له رمزيًا بخط مقطوع -- , والينج ذكوري  واهب للطاقة , ويمثل رمزيًا بخط متصل غير مقطوع ـــــــــ . وهاتان القوتان تعملان يتآلف وتناغم وتبادل وانسجام والعلاقة بينهما ليست علاقة تعارض أو تضاد أو صدام .

ويقول الدارسون : إن " الآي تشنج قادر على شرح نفسه وتجديد نفسه وله آلية داخلية لتجنب الأحكام المطلقة. "  (1)  والمبدأ الأساسي فيه يعتمد على التعامل مع التغيرات , ولذلك  يعد في حد ذاته عملية صيرورة ، وليس حالة وجود سلبية ساكنة . (2)

           ومع أن المبدأ الأساسي في كتاب التحولات قائم على التعامل مع التغيرات والصيرورات إلا أن الفكرة أيضًا من وراء ذلك تعمل على مبدأ التنبؤ .

ومن خلال هذين المبدأين (مبدأ التنبؤ ومبدأ التغيرات ) يطرح (جونسون ف . يان) مؤلف كتاب (الشفرة الوراثية وكتاب التحولات ) وهو عالم فيزياء من أصل صيني الفكرة الأساسية لكتابه وهي الكشف عن العلاقة بين  كتاب التحولات (أو ما يسمونه تاو الحياة) وبين العلم الحديث .

          يقول في مقدمة كتابه : إنه ما إن حلّ (فرنسيس كريك) و(جميس واطسون) سنة 1950 م لغز محتويات الـ DNA , وكشفا عن الآليات الكيميائية البيلوجية لانتقال الصفات الوراثية حتى توالت البحوث وفُكت الشفرة الوراثية . ويقول إن (هارفي بيالي) وهو الحاصل على الدكتوراه في البيلوجيا الجزئية والدارس في الوقت نفسه للأديان والطوائف قد لفت نظره ببحث نشره في إحدى المجلات فيه ملحوظة مفادها أن البنية الرياضية لجزيء DNA  مشابهة تمامًا لما جاء في كتاب التحولات ( الآي تشنج أو تاو الحياة ) ويتوقف عند هذه الملحوظة ويشرح أهميتها, ويحدد التشابهات  المشار إليها بناء على ما يلي :

  1.  الآي شنج و الـ DNA يعتمدان على أن شفرة " ثنائية من الأحاديات العكسية الدلالة (صفر / واحد ، ين / يانج على التوالي ) وتكون في حالة  (سكون أو حركة ) لتصبح رباعية من الثنائيات . فإذا نحن جعلناها بنىً ثلاثية بإضافة أحادي جديد صارت ثمانية كوانات صغيرة . ثم إننا نكرر الثلاثيات مرتين لتصبح بنىً سداسية تؤلف 64 احتمالاً وصفيًا أو كوانات كبيرة  "(3).
  2. " يمثل كلا النظامين قواعد احتمالية للحصول على نتائج محددة (الجواب التنبؤي أو الحامض الأميني "(4)
  3. "يحتوي كلا النظامين على عمليات تحويل وتغير ، ففي الآي تشنج تتحول السداسيات إلى بنى أخرى سداسية خلال التبادل بين خطوط ين ويانج وفي الـ DNA تحدث الطفرات الموضعية خلال التغيرات في قواعد النكليوتيد "(5).

 

هوامش :

1_ ينظر كتاب الشفرة الوراثية وكتاب التحولات لمؤلفه جونسون ف . يان ترجمة عزت عامر ( القاهرة ، المجلس الأعلى للثقافة طـ . 2005 م ) ص 19

2_ المصدر السابق ص 15

3_ المصدر السابق ص 11 – 12

4_ المصدر السابق ص 12

5_ المصدر السابق ص 12